هذا صباحٌ للأسف

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
30/08/2007 06:00 AM
GMT



هذا صباحكَ فابتَدئ تعَـبًا
تأوَّلـَه السَّـلفْ
لك ما تَشَــا :
بيتُ القصيـدِ ،
وكلُّ ألوانِ الخَرَفْ .
ولقد أباحَ لكَ اعتلالُكَ
بالفَرَادَةِ
أنْ تلوذَ بِما يَسُفْ !
وبما يَـكرُّ ،
وما يَـفِـرُّ
على المَجَنَّـةِ
أو يَرُفْ !
لكَ أمَّةٌ كانت ...
وكنتَ نَـبِـيــئَها ،
ونبيذَها ،
ولأنتَ أوَّلُ مَن ...
تَـصَعْلَكَ فى بَوادِيها ،
وآخرُ مَن تَطَارَفَهُ الخَلَفْ ،
ولأنتَ أوَّلُ مَن هَتَـفْ :
"ولقد ذَكَرْتُكِ والرِّمَاحُ نواهِلٌ منى ... ألخ"
تكسَّرتِ النِّصَالُ على النِّصَالْ ..
سقَطَ اللواءُ على اللواءِ
على اللواءْ !
يا أيها العبسىُّ
فابتدئ البُكاء ..
هذا البكاء مقدسٌ
وطهارةٌ للروحِ
فى الزَّمنِ الغُـثَاء !
مَن ذا يُوَارى سوءَة الزَّمنِ الغَبىِّ ..
يـعُـِيرُنى وجهاً وخارطةً
وشمساً لا تُعـَيـِّرُنى
وبعضاً من دماء ؟
كى يهطلَ الحُلمُ القديمَ ولو ...
على أطلالنا ،
كيما أبَلِّلُ صَمْتَ حَنْجَرتى
وأبتدِئُ الحِداء ..
كيْمَا تحررنى البلادُ
أرودها جهراً
وأهمز مهرتى صوب المسيل ..
ومُهْجتى صوبَ السَّماء .
هيَّا .. إلى شَرَفِ البُكاء ..
لكَ أمَّةٌ مرتْ
كأشيائى جميعاً ، أو ..
كأطيافِ الرؤى ...
كالذكرياتِ جميعِها
عَبَسَت ْ
تَهُفُّ ولا تَشُفْ !
ها إنه الأسفُ التَّليدُ
كوجْهِ قريتِنا العجوزِ ،
كأىِّ ناضرةٍ تَجِفْ ،
يَبْقَى وَحِيدًا
فى عراءِ الرُّوِح
يَمْضِى ،
أو يَدُفْ ،
يّبْقَى ...
إذا جاءَ الصَّباحُ
على رمالِ الرُّوحِ خَفْ .
يمضى إلى ...
حيث الرِّتَاجِ ؛
فتدلُفُ الرِّيحُ
الأصَرْ .
يا أيها الولد الذى ...
تُضْنِيكَ ما مَرَّتْ ،
وما ثَمَّتْ تَمُرْ
لا شىء غيرَ الرِّيحِ
فى بيدائنا ،
واليومُ قَـرّ .
والريحُ يا للريحِ !
سَافِيَةٌ تَصُـرْ
" سُـئـمَتْ تكاليفُ الحياةِ
ومَنْ يـَعِشْ ... "
فالعيش مُـرّ !
فإذا اتجهتَ إلى الفرار ِ
فإنـَّها الرَّمْضَاءُ
والعيشُ الأمَـرّ .
لكَ أمةٌ ...
مرتْ كأصْدَاءِ الطُّرَفْ !
وكأن ظلاً هاهنا
قد مـَرَّ أو ...
لكأنـَّه ظلِّى الذى ..
يَهْوِى – كعادته –
يَضـِلُّ ويَرْتَجِفْ !
ماذا تَبَقَّى ...
غيرُ هـَيـْنَمَةِ الأسَفْ ؟
ولسَوفَ تبدأُ فى مُهَاَدَنِة الأسَفْ !
هذا صباحُكَ ليَس لَكْ ،
هذا صبَاحٌ للأسَفْ .